دُعِيتُ
إلى لقاء فكريٍ يجمع مجموعة مفكرين وباحثين وأدباء، وعلى رأسهم المفكّر
الإسلامي الكبير الشيخ الفقيه والمؤرخ والأديب الأريب أحمد بن سعود
السيابي، وفضيلة الشيخ الدكتور فرحات الجعبيري - حفظهم الله- .
وبعد اكتمال الشمل أحضرت المائدة الفكرية وتصدرها أحد المشائخ المهتم بجمع مخطوطات إسلامية، وأسرد لنا جملةً من تجاربه المضنية وتضحياته في جمعها، وكان سهم اللقاء يسدد نحو حث الباحثين إلى مزيد من الجهد لإغناء المكتبة الإسلامية بالبحوث الأكاديمية للتأليف والتحقيق للمخطوطات فما زالت مساحة البحث الآكاديمي في بعضها فتية المرعى، وكانت نفسي عندها تتوق إلى رصد عنوان أكمل به رسالة الماجستير، فقلت لعلي أجد ضالتي بين يدي أحدهم.
وبعد اكتمال الشمل أحضرت المائدة الفكرية وتصدرها أحد المشائخ المهتم بجمع مخطوطات إسلامية، وأسرد لنا جملةً من تجاربه المضنية وتضحياته في جمعها، وكان سهم اللقاء يسدد نحو حث الباحثين إلى مزيد من الجهد لإغناء المكتبة الإسلامية بالبحوث الأكاديمية للتأليف والتحقيق للمخطوطات فما زالت مساحة البحث الآكاديمي في بعضها فتية المرعى، وكانت نفسي عندها تتوق إلى رصد عنوان أكمل به رسالة الماجستير، فقلت لعلي أجد ضالتي بين يدي أحدهم.
ثم
تفضل فضيلة الدكتور الجعبيري بسرد قصة حدثت له و وجد فيها مناسبة للحث،
وفحواها أن دكتورا أكاديميا (يدين للإلحاد)كان زميلا له جاءه ذات يوم وقال
له: أتيتك بهدية على طبق من ذهب.
حديث الإثنين | الحلقة 97 (باعت أغلى ما تملك لأجل رجل) |
كانت
هديته بحث عن سيرة الشيخ المجاهد الكبير والمناضل الإسلامي سليمان
الباروني وصفه الشيخ الخليل بأنه رجل عن ألف رجل، وكانت الباحثة فتاة
تونسية لاستكمال مشروعها الجامعي.
تلك
الفتاة أضنت جهدا حثيثا لتقصي أية معلومة عن الباروني فضربت الأرض شرقا
وغربا شمالا وجنوبا لتتم ورقاته بالغلال وأزهاره بالنضج - فلله درها.
ثم جاء يوم المناقشة يوم حصاد البحث وكانت اللجنة متشكلة من مجموعة دكاترة يرأسهم الشيخ الجعبيري نفسه، و بعد أن أدلى الجميع بدلوه فيه، كانت نتائج البحث مذهلة و نفيسة، وكان أنفسها أنه ( لم يوجد في التاريخ الإسلامي إلا نادرا كمثل هذا الرجل العظيم سليمان الباروني في ثباته وصبره لأجل إحقاق الحق، حيث حاول أعداؤه من الغرب أن يستميلوا مبادئه بكل ما أوتوا من قوة مرهقة أو قوة ناعمة، وقوتهم الناعمة أنهم عرضوا عليه مبلغا ضخما من المال رشوة ليتوقف عن جهاده ومبادئه وفكره ونشاطه فرفض المقايضة ).
وقد ذكرني ذلك بصبر خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام في عرض المشركين له بالسيادة والغنى والحسناوات فأبى وأجابهم: (والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه) فنعم الاهتداء والاقتداء.
وعندما أحيلت الكلمة للدكتور فرحات الجعبيري رئيس اللجنة لم يزد أن قال أو كما قال: إنكم بهذا البحث أرسختم قوائم إعجابي بهذا الرجل العظيم ومبادئه ومذهبه.
وبالجملة،
حصلت الباحثة على درجة مشرفة، ولكي تطبع بحثها الرائع لم تجد مالا سوى أن
تبيع ذهبها وفعلت - غفر الله لها وتقبل صدقتها في إضفاء رجل الجهاد الحق
ليكون نبراسا للناس، في زمن ندر فيه دعاة الخير، وكثر فيه سماسرة الغش
والفساد والغدر كالتراب وهم كالتراب، و بيعت فيه الضمائر بأبخس الأثمان
لأجل دنيا فانية، ولا ثمت ثمن يقايض به الدين الحنيف ولا أمانة الدعوة
والوظيفة والمسؤولية والشرف، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
بقلم | أبوعبدالرحمن سامي بن محمد بن حامد السيابي
للنشر رحمكم الله
وسم: حديث ، الاثنين ، حديث الاثنين ، ذهب ، باعت ، أغلى ، المرأة ، الجعبيري ، سليمان الباروني ، الدعوة ، المسؤولية
0 coment�rios: