الاثنين، 22 فبراير 2016

حديث الإثنين | الحلقة121 (من آراء الدكتور مصطفى محمود):

حديث الإثنين | الحلقة121 (من آراء الدكتور مصطفى محمود):

تنوعت أفكاره بين العلوم العقدية، والاجتماعية، والفلسفية، و تناغمت رؤاه مع واقع المسلمين، وباتت تتقاذف محصلاته العلمية شرر المنغلقين المؤبدين، بجدلية لم تكد تغور حتى تثور مرة أخرى، ويكفيه فخرا أن دولة الصهاينة حاربت فكره المنير، واعتبرته عدوها اللدود، وقد تعرف المرء من خلال آراء عدوك فيه، فإن نعته بخير فهو عدوك، وإن نعته بشر فهو صديقك، كما تعرف المرء من خلال آرائه في عدوك، فإن نعته بخير فهو عدوك، وإن نعته بشر فهو صديقك... وكل ذلك في الغالب.

حديث الإثنين | الحلقة121 (من آراء الدكتور مصطفى محمود):

وإليكم بعضا من آراء العالم مصطفى محمود:
أ.(من آرائه الكلامية):
1.يرى القداسة والتنزيه لله سبحانه وتعالى في استحالة رؤيته، فذاته العلية فوق قدرة إدراك مخلوقاته، وقد أثبت ذلك بالعلم والمنطق.
2.يرى أن الشفاعة من خصوصيات الله تبارك وتعالى يقررها كيف يشاء على حسب ارتضائه، وإنها بذلك لا تكون لغير المسلم المتقي، فخرج الفاسق، المنتهك لحرمات الله، وقد ألف كتابا ثارت عليه الدنيا، أسماه"محاولة فهم الشفاعة" ومن خلال تسميته للعنوان ندرك أن فضيلته كان على أدب جمّ مع الله تبارك وتعالى فسماه (محاولة).
3.يرى خلود مرتكب الكبيرة في النار، فالإرجاء يترك أمدا للتمادي في حرمات الله، وبذلك يرى أنه لا يكفي للمسلم أن ينطق بالشهادتين دون أن تكونا مصدقتين بالعمل الصالح.

ب.(آراؤه الأخرى):
1.يرى أن تكون الصلة بين العبد وربه كالعلاقة الحقيقية بين المحب ومحبوبه.
2.عدم المساواة بين الطالب المجتهد والطالب المهمل، فالمجتهد تتكفل الحكومة بمصاريف دراسته، والمهمل ينفق من جيبه على دراسته، وإلا لتمادى في تكاسله متكلا على ضمان أمنه الدراسي.
3.العلاقة بين الزوج وزوجه تحكمها الأخلاق أولا، من احترام وتقدير ورحمة و توقير وغيرها، ثم العواطف وما تتضمنها من محبة ومودة؛ لأن العواطف تتأثر بنزوات النفس، وهي متقلبة ولا يمكن أن يدير المتقلبُ الثابت. وضرب لذلك مثلا: إنه لم يعهد على والديه أنهما تنافرا طيلة حياتهما رغم حالتهما الاقتصادية المتوسطة، وما يحيط بها من مصروفات متعددة.
4.يرى ضرورة إصلاح التعليم، وعلى سبيل التمثيل نجده يفرّق بين خريج كلية الطب قديما وحديثا، فطالب الطب كان له معملا ومختبرا خاصا له، و يقوم بتشريح الأعضاء في تخصصه أثناء دراسته، ولكنه الآن يتخرج ولم تلامس أصابعه غير الشمع. وكان فضيلته يعتني بدقة في اختيار أطباء مراكزه الطبية لكي يعتنوا بالمرضى عناية فائقة. 5.ومن آرائه الفلسفية يقول أن تفسير"الزمن" بالغ التعقيد، وأن العالم"أنشتاين" أجاب عليه ببساطة وهو: أن لكل شيء زمنه الخاص به". فزمن الملائكة يختلف و على ذلك فمنهم من يعرج إلى السماوات في يوم مقداره ألف سنة مما نعدّ على حسب زمنه، وزمن الإنسان يختلف، وزمن الصخور تختلف، وزمن الأشجار تختلف وزمن كل نوع من الحيوان تختلف، وهكذا كلٌ على حسب زمنه المعد له في المنظومة الكونية، وهذه النظرة المتوافقة بين الرجلين وافقت نظرتي في فهم الزمن، قبل أن أطلع على آرائهما، فمثلا عمر البعوضة المعدود بالساعات على حسب زمنها يساوي عمر الإنسان المعدود بالسنوات الذي على حسب زمنه.
ويرى أن الله تعالى لا يحده زمان كما لا يحده مكان، ولكنه يرى أن الله تعالى قد انتهى عنده أمر الزمن فأصبح الزمن عنده على سبيل الماضي، ويستشهد بذلك من خلال الآيات التي تتحدث عن مستقبل الآخرة أنها أتت بصيغة الفعل الماضي، فهي منتهية الحدوث عند الله تعالى.. و أستسمح فضيلته أن أحاول فهم المسألة في أن صيغة الماضي في مستقبل الحدوث إنما جاءت لتأكيد وقوعه وهذا هو مدلول المعنى منها، رغم ظاهرية صيغتها نحويا، غير أن النحو فرع المعنى، ولا عبرة به إن لم يوافق عمومه، والله تبارك وتعالى أعلم.
6.يحذِّر الدكتور مصطفى دول العرب من الاعتماد على النفط، لأن دول الغرب تشرع في الاستغناء عنه بالذرة، وبذلك يتنبأ - إن جاز التعبير- بنزول أسعاره وقد حصل هذا في واقعنا، غير أنه لدواع أخرى. ويرى المسارعة إلى وجود بدائل أخرى لمصادر الدخل، وينصح بالترفع عن الحروب الداخلية بين المسلمين، ليحرروا أنفسهم بالعلم والعمل من الاتكال على غيرهم.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله

لمتابعة حلقات حديث الإنثين على مدونة الأبجدية

(إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)
الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: