...كان القصد من ذكر سبب الفرقة بين أخوة الدعوة هو التوبة إلى الله ومحاسبة النفس والتحرز من الهوة، ذلك لتصفى النفوس ويصحح المسار وتنطلق الدعوة من جديد بﻻ عوائق أو عوالق.
فداء التعلي داء خطير اتصفت به شخصيات ذات عبرة في القرآن فظلت وأظلت، فمن فرعون الذي غرته سلطته و قال أنا (ربكم اﻷعلى)، وقارون الذي غره ماله وقال: (أتيته على علم عندي)، وصاحب الجنتين تعلى بكثرة ثماره وأتباعه (أنا أكثر منك ماﻻ وأعز نفرا)... وغيرهم وكلهم نالوا من عذاب الدنيا قبل اﻵخر، ففرعون جرت اﻷنهار من فوقه بعدما قال وهذه اﻷنهار تجري تحتي، وقارون شقت عليه اﻷرض فابتلعته وماله، وصاحب الجنتين أحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على أنفق فيها وهي خاوية على عروشها، فعجلت لهم صيحة الدنيا ولعذاب اﻵخرة أنكى.
إن التواضع خلق اﻷنبياء اﻷصفياء وكذا من اقتدى بهم، فالنبي محمد على رأس هرمهم لذلك رفعه الله وأعلى مكانته، تصفه عائشة أقرب الناس إليه أنه :(كان متواضعا في غير ذل ومهابا في غير تكبر)، وكان صاحبه أبو بكر يقوم بخدمة عجوز مقعدة ويمشي راجﻻ في جيش أسامة الذي في مقام ولده وأسامة على صهوة فرسه وهو يدعوه أن ﻻ يغعل فأجابه:أﻻ أغبر قدمي قليﻻ في سبيل الله. واستأذنه أن يترك له واحدا من جنوده ليكون له وزيرا في خﻻفته أتدرون من كان الجندي؟ إنه عمر بن الخطاب، فأي خلق حضي بها أولئك العمالقة.
وكان عمر يسأل أمين سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هل اسمه ضمن قائمة المنافقين؟ فلم يغره حجم استقامته وشدة قربه من نبي الله، وفي يوم نادى في المسلمين ولم يزد أن قال لهم: (كنت في الجاهلية أدعى عميرا وكنت أرعى غنما لخالات لي نظير تميرات). فعاتبه على ذلك عبدالرحمن بن عوف: لقد أحط من شأنك يا أمير المؤمنين. فأجابه: لقد حدثتني نفسي مغترة وتقول أصبحت اليوم أمير المؤمنين، فأردت أن ألجمها.
فأين نحن من عمر لنرى أنفسنا في فوق الناس زكاة. وفي مرة رأى عبدالرحمن بن عوف يتقدم طلبته، فعاتبه بالدرة، فقال: لم؟ يا أمير المؤمين. فأجابه : خفت عليك أن تغرك نفسك. وكان رسول الله قدوتهم في ذلك فكان يأبى أن يتقدم أصحابه فيتوسطهم وأحيانا يمشي خلفهم، وحشاه عن التكبر ولكنها رسالة يا إخواني.
ثم انظروا إلى ردة فعل عبدالرحمن بن عوف على عمر، إذ لم تتشنج ردة فعله وإنما طلب التبصر وسماه بأمير المؤمنين حفاظا على مكانته وهيبة الدين...فاعجب لدرجة تفاهمهم... لكننا اليوم بتنا في شقاق إن عوتبنا أو نصحنا.
وقد اختار أصحابنا أبا عبيدة إماما لدعوتهم (وكان من الموالي) بعد اﻹمام جابر، فنشر فكره ومبادئه في أبقاع اﻷرض من سردابه وهو ضرير وأتباعه له طوعا في العراق واليمن وعمان وخرسان والمغرب وقد قال عنه بدر الدين الخليلي هو رجل عن أمة.
التواضع خلق رفيع فمن تواضع لله رفعه وأعلى مكانته وأحبه الناس.
فداء التعلي داء خطير اتصفت به شخصيات ذات عبرة في القرآن فظلت وأظلت، فمن فرعون الذي غرته سلطته و قال أنا (ربكم اﻷعلى)، وقارون الذي غره ماله وقال: (أتيته على علم عندي)، وصاحب الجنتين تعلى بكثرة ثماره وأتباعه (أنا أكثر منك ماﻻ وأعز نفرا)... وغيرهم وكلهم نالوا من عذاب الدنيا قبل اﻵخر، ففرعون جرت اﻷنهار من فوقه بعدما قال وهذه اﻷنهار تجري تحتي، وقارون شقت عليه اﻷرض فابتلعته وماله، وصاحب الجنتين أحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على أنفق فيها وهي خاوية على عروشها، فعجلت لهم صيحة الدنيا ولعذاب اﻵخرة أنكى.
إن التواضع خلق اﻷنبياء اﻷصفياء وكذا من اقتدى بهم، فالنبي محمد على رأس هرمهم لذلك رفعه الله وأعلى مكانته، تصفه عائشة أقرب الناس إليه أنه :(كان متواضعا في غير ذل ومهابا في غير تكبر)، وكان صاحبه أبو بكر يقوم بخدمة عجوز مقعدة ويمشي راجﻻ في جيش أسامة الذي في مقام ولده وأسامة على صهوة فرسه وهو يدعوه أن ﻻ يغعل فأجابه:أﻻ أغبر قدمي قليﻻ في سبيل الله. واستأذنه أن يترك له واحدا من جنوده ليكون له وزيرا في خﻻفته أتدرون من كان الجندي؟ إنه عمر بن الخطاب، فأي خلق حضي بها أولئك العمالقة.
وكان عمر يسأل أمين سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هل اسمه ضمن قائمة المنافقين؟ فلم يغره حجم استقامته وشدة قربه من نبي الله، وفي يوم نادى في المسلمين ولم يزد أن قال لهم: (كنت في الجاهلية أدعى عميرا وكنت أرعى غنما لخالات لي نظير تميرات). فعاتبه على ذلك عبدالرحمن بن عوف: لقد أحط من شأنك يا أمير المؤمنين. فأجابه: لقد حدثتني نفسي مغترة وتقول أصبحت اليوم أمير المؤمنين، فأردت أن ألجمها.
فأين نحن من عمر لنرى أنفسنا في فوق الناس زكاة. وفي مرة رأى عبدالرحمن بن عوف يتقدم طلبته، فعاتبه بالدرة، فقال: لم؟ يا أمير المؤمين. فأجابه : خفت عليك أن تغرك نفسك. وكان رسول الله قدوتهم في ذلك فكان يأبى أن يتقدم أصحابه فيتوسطهم وأحيانا يمشي خلفهم، وحشاه عن التكبر ولكنها رسالة يا إخواني.
ثم انظروا إلى ردة فعل عبدالرحمن بن عوف على عمر، إذ لم تتشنج ردة فعله وإنما طلب التبصر وسماه بأمير المؤمنين حفاظا على مكانته وهيبة الدين...فاعجب لدرجة تفاهمهم... لكننا اليوم بتنا في شقاق إن عوتبنا أو نصحنا.
وقد اختار أصحابنا أبا عبيدة إماما لدعوتهم (وكان من الموالي) بعد اﻹمام جابر، فنشر فكره ومبادئه في أبقاع اﻷرض من سردابه وهو ضرير وأتباعه له طوعا في العراق واليمن وعمان وخرسان والمغرب وقد قال عنه بدر الدين الخليلي هو رجل عن أمة.
التواضع خلق رفيع فمن تواضع لله رفعه وأعلى مكانته وأحبه الناس.
0 coment�rios: