#حديث_الإثنين | الحلقة 119(يقين إبراهيم -عليه السلام-):
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة البقرة 260]
أراد خليل الرحمن أن ينتقل من الدليل العقلي وما وقر في قلبه من إيمان إلى الدليل المحسوس المشاهد برؤيا العين في الكيفية التي تتم فيها عملية الخلق؛ ليزداد اطمئنانا على اطمئنان، ويقينا على إيمان.
وكانت إجابة طلبه من خليله الرحمن تفوق الحد الذي أراد، فالله جلت قدرته أرى إبراهيم الخليل بأم عينيه كيفية الخلق أو بالأحرى كيفية إحياء الموتى،
فجاء إبراهيم الخليل -بعد وحي الله له - بأربعة من الطير فقطعهن إلى أجزاء، وخلطها ببعضها ثم وزّع ذلك الخليط وتلك الأجزاء على جبال، ثم ناداها لتأتي إليه، فتجمعت تلك الأجزاء، كل جزء التصق بأصله حتى عادت طيرا كما كان جسدا وروحا، حتى رجعت مكتملة إلى نبي الله إبراهيم.
فلما اطمأن قلبه لم يسأله تعالى: أولم يطمئن قلبك؟
ففطرة الله تعالى اقتضت أن أداة المحسوسات أثبت في الإدراك من المدلولات البرهانية، فازداد بذلك قوة في اليقين وارتقى بها درجة على مستوى سابق، والتحق بعلوم عالم الكشوفات التي في مستوى الملائكة :{وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين}.
وقد سبقت آية طلب مكاشفة كيفية الخلق هذه قصتان، قصة حِجَة إبراهيم عليه السلام على النمرود، ورؤية عزير -عليه السلام- لإحياء الله القرية، وسبق هذه الأحداث الثلاثة قول الله تعالى بعد آية الكرسي: {الله ولي الذين ءامنوا} فنتيقن أن الله تعالى بولايته لعباده المؤمنين يذهب عنهم الشك والشبهات ما صدقوا، بل يحفظ إيمانهم ليزدادوا يقينا وثباتا ويرتقوا درجات مباركات عنده.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
للنشر رحمكم الله
لمتابعة حلقات حديث الإثنين على مدونة الأبجدية
{إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}
0 coment�rios: