حديث الإثنين | الحلقة 157 (يوسف العزيز -17- ...كيف تصبر عند الشدة؟)
ودع الغلام (يوسف) مسرح طفولته بلا وداع، وقطفت صفصافته الخضراء قبل اصفرارها، وتناثرت أوراقه الخضراء من غير ريح، ولكن إلى أين؟ إلى مستقبل مجهول الهول بلا هوية، وفقد اﻷب ياسمينته اليانعة من مزهريتها فلم تعد تبخر بعطرها زهوة حياته، لم يبق من عبقها إلا قنينة ذكرى مكمومة في ذاكرته الحزينة لولا أمله بالله باق إذ لم يأتيه خبر نعيه من السماء لم يتضرع بلسان الصابر، نعم صبر وليس صبرا فحسب وإنما بالحسنى واﻷمل وعدم اليأس وعدم القنوط، فما أروعه وهو أوج مصابه يقول :{فصبر جميل}
هنا يعلمنا نبي الله يعقوب كيف نستقبل المحن إن ألمت بالمؤمن، وﻻ تنبغي إلا لمؤمن فكما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:(عجبا ﻷمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك ﻷحد إﻻ لمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)رواه مسلم.
وهنا نتذكر وداعه لولده إبراهيم -وسماه إبراهيم تيمنا وحبا لأبيه اﻷكبر إبراهيم- فبكى واستبكى وقال: ﻻ نقول إﻻ خيرا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون. ولم تمنعه محنته أن سمع الناس يقلون عن كسوف الشمس المتزامن أنه حدثت لموت إبراهيم... فترك مصابه وأخذ منبره ليصفي عقيدة الناس من الخرافات.
إن ما مرت به أفئدة اﻷنبياء ليس باﻷمر السهل، لقد لاقت ما لاقت من كبد الدنيا، وشواظ الحياة، وفي ذلك عبرة لباقي الخلق، وﻻ بد من الاحتساب والاحتساب، للمتثال وللمثوبة.
هذه منهجية اﻷنبياء في استقبال المحن والابتﻻءات وكأنها وجدت لهم.
فإذا جاءت ﻷحد منا نوصيه باﻵتي:
1. الابتلاءات سنة في طريق الصالحين، يزلف بها المحتسب درجة آناء القرب من الرب.
2. وما بعد المحنة إلا المنحة، فﻻ تولول وﻻ تضجر، فالقنوت القنوت لا القنوط.
3. فاستعد لمحنتك واستعن عليها بالصﻻة فهي رديفة الصبر:{واستعينوا بالصبر والصﻻة}، و(أرحنا بها يا بﻻل)، لكن بالخشوع.
4.تذكر أن فاتورة ثوابك مفتوحة اﻷمد {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
ودع الغلام (يوسف) مسرح طفولته بلا وداع، وقطفت صفصافته الخضراء قبل اصفرارها، وتناثرت أوراقه الخضراء من غير ريح، ولكن إلى أين؟ إلى مستقبل مجهول الهول بلا هوية، وفقد اﻷب ياسمينته اليانعة من مزهريتها فلم تعد تبخر بعطرها زهوة حياته، لم يبق من عبقها إلا قنينة ذكرى مكمومة في ذاكرته الحزينة لولا أمله بالله باق إذ لم يأتيه خبر نعيه من السماء لم يتضرع بلسان الصابر، نعم صبر وليس صبرا فحسب وإنما بالحسنى واﻷمل وعدم اليأس وعدم القنوط، فما أروعه وهو أوج مصابه يقول :{فصبر جميل}
هنا يعلمنا نبي الله يعقوب كيف نستقبل المحن إن ألمت بالمؤمن، وﻻ تنبغي إلا لمؤمن فكما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:(عجبا ﻷمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك ﻷحد إﻻ لمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)رواه مسلم.
وهنا نتذكر وداعه لولده إبراهيم -وسماه إبراهيم تيمنا وحبا لأبيه اﻷكبر إبراهيم- فبكى واستبكى وقال: ﻻ نقول إﻻ خيرا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون. ولم تمنعه محنته أن سمع الناس يقلون عن كسوف الشمس المتزامن أنه حدثت لموت إبراهيم... فترك مصابه وأخذ منبره ليصفي عقيدة الناس من الخرافات.
إن ما مرت به أفئدة اﻷنبياء ليس باﻷمر السهل، لقد لاقت ما لاقت من كبد الدنيا، وشواظ الحياة، وفي ذلك عبرة لباقي الخلق، وﻻ بد من الاحتساب والاحتساب، للمتثال وللمثوبة.
هذه منهجية اﻷنبياء في استقبال المحن والابتﻻءات وكأنها وجدت لهم.
فإذا جاءت ﻷحد منا نوصيه باﻵتي:
1. الابتلاءات سنة في طريق الصالحين، يزلف بها المحتسب درجة آناء القرب من الرب.
2. وما بعد المحنة إلا المنحة، فﻻ تولول وﻻ تضجر، فالقنوت القنوت لا القنوط.
3. فاستعد لمحنتك واستعن عليها بالصﻻة فهي رديفة الصبر:{واستعينوا بالصبر والصﻻة}، و(أرحنا بها يا بﻻل)، لكن بالخشوع.
4.تذكر أن فاتورة ثوابك مفتوحة اﻷمد {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}.
✒أبو عبدالرحمن سامي بن محمد السيابي
0 coment�rios: