الاثنين، 8 سبتمبر 2014

الحلقة 50 ( انتشلوا جنائزكم من البدع)

حديث الاثنين الحلقة 50 ( انتشلوا جنائزكم من البدع):
تتساقط أوراق الحياة بلا فصل يؤقتها، وتنتثر بلونها البني على بنية اﻷرض التي أنبتتها، فأقلتها خضراء لتعود لحاضنتها، بعد زهو ربما ﻻ يدوم إﻻ سويعات وإن امتد دوامه سيسقط بيوم قريب بالفاجعات.إنها حكاية الحياة، وأما حكاية اﻷيام هي رواية أخرى كدمعة سقطت لن تعود، سواء أكانت تلك الدمعة مملحة أم تفلة لن تعود للعين التي فارقتها، فلنوازن ملح الحياة بين خوفنا ورجائنا من بارئ الحياة جل في علاه. إن هذه اﻷوراق المتساقطة حولنا، ما هي إﻻ نافذة في بيوتنا، من خلالها نطل على بيت آخر يلجه كل من رحل عنا، وسنتبعهم يوما شئنا أم أبينا، نسينا أم تناسينا، فكفى به واعض فينا. ومع هذه المصير الحتمي ما زال اﻹصرار على تجاهله ماثل في نفوس تعاشت بصيرتها عن الثوابت اﻵكدة. بل نجد إلحاح التكابر منبعثا وسط دوامة الجنائز، فهذا يضحك مع صديقه، وذاك يقلب هاتفه، وفي التغسيل يتدافع الناس ليرو من عورته ما ظل المسكين طوال عمره يستره، ثم يؤتى بالجنازة ليتسابق الناس على تقدمها رغم التحذير من تقدمها، وفي هيبة الإنزال في القبر تصيح أغاني الجوالات بمجونها وكأنك في مرقص.
وبعد الدفن يأتي (طالب اﻷجر) كما يلقبونه بتوحيش القبر على خلاف سنة رسول الله فأي أجر يطلب. ثم إذا فضل شيء من الماء بللوا به القبر المجاور إكراما له بعدما وطئه بعض المتسللين، وقبل الرحيل يختمون المشهد اﻹبداعي بقراءة الفاتحة بدل الدعاء على مواطن الدود.
ثم يأتي مبتدع من أقصى المدينة يسعى ليملي على اﻷرملة من كنوز جهله ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، فيعقد عليها عقد (التتريك) ثم يتلوا آياته" ﻻ تخرجي من بيتك أبدا وﻻ تلبسي إﻻ سوادا، وﻻ يطلع عليك ذكر سواء من بشر أو شجر أو حجر، فلا يطل عليك القمر وﻻ تجلسي على بساط وﻻ تشربي من كوب ... ﻷنها ذكر، وﻻ تزورك حبلى فقد يكون ببطنها ذكر وﻻ وﻻ..."، وتظل البواكي في تناوب على ورديات الدوام طوال أربعة أشهر وعشر ليتجمعن جميعا في آخر ليلة في وليمة مهرجانية صاخبة بالمأكوﻻت ليشهدن يوم غسلها ... سبحان الله وكأنها كانت جنبا !. سبحان الله ما زالت الحياة تتزبد بغثاء الجهل، ولكن تبقى شمس سنتكم تجفف أثره ما تمسكتم بها، ف{ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}
بقلم: أبو عبدالرحمن سامي بن محمد بن حامد السيابي




الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 coment�rios: